نظرات في سورة التكاثر:
قوله تعالى: الهاكم التكاثر.حتى زرتم المقابر.كلا سوف تعلمون. ثم كلا سوف تعلمون. كلا لو تعلمون علم اليقين. لترون الجحيم. ثم لترونها عين اليقين. ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم))
اخلصت هذه السوره للوعد والوعيد والتهديد وكفى بها موعظه لمن عقلها فقوله تعالى(الهاكم) أي شغلكم على وجه لاتعتذرون فيه فان الالهاء عن الشي هو الانشغال عنه فان كان بقصد فهو بمحل التكليف وان كان بغير قصد كقوله صلى الله عليه وسلم في الخميصه انها الهتني انفا عن صلاتي كان صاحبه معذورا وهو نوع من النسيان.
وفي الحديث : فلها صلى الله عليه وسلم عن الصبي أي ذهل عنه ويقال:لها بالشيء أي اشتغل به ولها عنه:اذا انصرف عنه.
واللهو:للقلب واللعب:والجوارح ولهذا يجمع بينهما.
لهذا كان قوله(الهاكم التكاثر) ابلغ في الذم من :اشغلكم فان العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه غير لاه به فاللهو هو ذهول واعراض والتكاثر :تفاعل من الكثره أي مكاثره بعضكم لبعض
فالتكاثر في كل شيء من مال او جاه او رياسه او نسوة او حديث او علم ولا سيما اذا لم يحتج اليه والتكاثر في الكتب والتصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها.
التكاثر: ان يطلب الرجل ان يكون اكثر من غيره وهذا مذموم الا فيما يقرب الى الله فالتكاثر فيه منافسه في الخيرات ومسابقه اليها وفي صحيح مسلم.من حديث عبد الله بن الشخير انه انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرا (الهاكم التكاثر) قال يقول ابن ادم:مالي مالي. وهل لك من مالك الا ماتصدقت فامضيت او اكلت فافنيت او لبست فابليت؟