قال تعالى" أنزل من السمآء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاعٍ زبدٌ مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفآء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال"سورة الرعد17
في هذه الآية مثل ناري ومثل مائي.
الناري.. فالذهب عندما يدخل في النار تخرج منه الشوائب ويبقى الذهب الخالص.
المائي.. فإذا نزل المطر فيذهب الغبش ويبقى ماينفع الناس.
وشبه سبحانه وتعالى الهدى الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم لحياة القلوب بالماء الذي انزل للحياة.
وشبه مافي الهدى من النفع بما في المطر من النفع .
وشبه القلوب الحامله للهدى وتفاوتها بالأودية التي تسيل فيها الأمطار,
فوادي كبير يسع ماءا كثيرا.. كالقلب الكبير يسع علما كثيرا..
ووادِ صغير يأخذ ماءا قليل..كقلب صغير يسع علما قليلا..
وشبه مافي القلوب من الشبهات والشهوات منذ وصول الحق إليها بالزبد الذي يعلو الماء..
ومابقي من شوائب الذهب بعد سبكه: فلا يزال القلب يكرهها ويجاهدها بالبراهين الصادقة
حتى تذهب وتضمحل, ويبقى القلب خالصا صافيا ليس فيه إلا ماينفع الناس,أما الباطل فيذهب