الأعراس الجزائرية ...."زواج ليلة تدبيره عام"

"زواج ليلة تدبيره عام"...مثل شعبي جزائري يختصر إلى حد كبير الأعباء و المصاريف التي تنتظر كل من تراوده نفسه لخوض تجربة الزواج ، فغلاء المعيشة و غلاء المهور قضى على مشاريع العديد من الشباب الحالمين في تكوين أسر ، زد على ذلك بعض العادات و التقاليد الجزائرية و التي رغم تواجدها حاليا في بعض المناطق فقط ، إلا أنها مازالت بما تفرضه من أعباء إضافية أحد أهم الشروط التي تتمسك بها العائلات الجزائرية و التي لا يتم الزفاف إلا بها ، و بالرغم من أن هذه التقاليد كانت فيما مضى كالبهارات التي تنكه أعراس آبائنا و أجدادنا رغم بساطة عيشهم ، إلا أنه و كما يبدو فان نفس هذه التقاليد قد تطورت بما يتلاءم مع مستجدات هذا العصر ، فلم يعد لعبارة "كسي و أدي" نفس المفهوم الذي كان متعارفا عليه في السابق ، إذ كانت العروس تقبل بما يقدم لها سواء قل أم كثر، أما "كسي و أدي" اليوم فهي تعني فواتير ملتهبة لقوائم لا متناهية يضطر عريس "الغفلة" لأن يكتوى بجمرها ارضاءا لعروسه .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عرائس يدخلن سوق المزايدة
زوجات بـ 20 ألف دينار و أخريات بـ1 مليون دينار:

بالرغم من أن الصداق هو الحق الشرعي للمرأة إلا أننا في بعض الأحيان يخيل إلينا أننا أمام عملية بيع و شراء ، فكل طرف سواء كان العريس أو والد العروس يحاول كل منهما وضع المبلغ الذي يرضيه ، حتى و إن كان الجميع يؤكد على وجود "المزايدة في الصداق" فان هذا لا يعني انه بصدد بيع ابنته إلا أن ما نسمعه قد يجعلنا نفهم العكس ، فان كان مهرها قليل قيل"مدوها باطل" و إن كان مهرها غالي قيل "باعوها" ، و بالحديث عن المهر فان تحديد قيمة معينة و محددة أمر يصعب تحقيقه كونه يختلف من منطقة إلى أخرى ، فأغلى المهور في الجزائر يتم دفعها في الجنوب الجزائري، إذ يصل مهر العروس الصحراوية إلى 100 مليون سنتيم أحيانا"1مليون " و لا يقل عن 15 مليون سنتيم"150ألف دينار، و في المقابل تكون العروس مطالبة بتجهيز نفسها و البيت الذي ستسكن فيه رفقة زوجها ، إذ تلتزم بتأثيثه تأثيثا كاملا ، ومن أكثر المناطق مغالاة في المهور أيضا هي منطقة الشرق الجزائري التي طالما أشيع عن إسرافهم في إغراق العروس بالذهب، في الوقت الذي يكتفي فيه باقي الجزائريين بتقديم طاقم الذهب هذا بالإضافة إلى الألبسة التي لا يقل ثمنها عن
40 ألف دج دون الحديث عن قيمة المهر الذي يختلف حسب العائلات ليصل أحيانا إلى 20مليون سنتيم "200 ألف دينار "، أما في الغرب الجزائري فالعرائس أيضا لا يستطيعن الصمود أمام بريق الذهب لتراهن مدججات بأشكال مختلفة للذهب من "مسكية" و "سباعيات" و أقراط بمختلف الأشكال ، و فيما يتعلق بالمهر فهو لا يقل عن 10 ملايين سنتيم "100ألف دينار" بالإضافة إلى عديد الهدايا التي يجبر العريس على تقديمها في كل مناسبة ،

في مناطق الوسط الأمر يختلف بعض الشيء فطاقم الذهب يكون ما بين 7 إلى 12 مليون سنتيم"120 ألف دينار"و هو مهر عرائس الوسط و قد يكون في بعض الأحيان اقل من ذلك كما قد يكون أكثر، و على العموم فانه إذا كانت هناك عرائس وصلت مهورهن إلى 100 مليون سنتيم "1مليون دينار " فأخريات رضين ب 2 مليون سنتيم"20 ألف دينار ، بل هناك من لم تقبض دينارا واحدا من قيمة مهرها بالرغم من المبلغ الرمزي الذي حدد كمهر لها و حتى بعد زواجها.
و ما تجدر الإشارة إليه أن الجزائريين و على العموم أصبحوا يفضلون منطق "كسي و أدي" كونها ترفع الكثير من الضغط على عائلة العروس ، إلا أن عائلة العريس ترفض تماما القبول بهذا فـ "كسي و أدي" بالنسبة لهم أكثر كلفة فهي تعني كسوة العروس من رأسها إلى أخمص قدميها.

" اللي غلاّ بنتو رخصها":

بهذه العبارة أجابنا "لطفي" بعد أن سألناه عن رأيه في غلاء المهور، إذ اعتبر أنه إذا أخذنا حال الشباب اليوم و مصاريف الزواج، فمن الأحسن أن نعمل لكل شاب حملة تبرع وطنية ، مستغربا تماما قبول بعض الفتيات بمبدأ المغالاة في المهور متناسيات أن الشخص الذي يقمن باستنزافه سيكون شريك حياتهن مستقبلا، و أنهن بالمغالاة في مهورهن يقمن بتحطيمه ماديا و جعله تحت رحمة الديون لسنين قادمة.

"الكاليش" يتفوق على "الليموزين"
وعرائس ينتعلن أحذية أزواجهن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بالرغم من أن بعض العادات و التقاليد قد تضيف أعباء لا ضرورة لها ، إلا أن البعض منها أنحسر بعض الشيء فان هناك بعض العائلات بقيت محا فظة عليها خاصة في مناطق الغرب و الشرق ،
أما مناطق الوسط فأصبحت أعراسها على العموم تشبه بعضها مع غياب شبه تام لأهم التقاليد التي طالما ميزت أعراسنا فيما مضى باستثناء استقبال العروس بالحليب و التمر، بالإضافة إلى " التصديرة" التي بدأت مؤخرا بعض العرائس في إلغائها من برنامج أعراسهم دون الحديث عن "ليلة الحناء" و "الحمام " الذي لم يعد طرحه أمرا واردا بحجة الخوف من السحر، في حين أصبح اهتمامهم مقصورا على أمور أخرى كالتفنن في الحلويات و في الأطباق التي توضع فيها، و قاعات الحفلات التي يجب أن تكون ذات هندسة معمارية مميزة.
فيما بقيت بعض المناطق محافظة بعض الشيء على عادات أسلافنا فلا يمكن أن نتحدث عن الأعراس في منطقة وهران أو تلمسان دون الحديث عن "الشدة التلمسانية"(بذلة عروس: 8 ملايين سنتيم)، والتي تضطر العروس لتحمل ثقلها طيلة فترة لبسها لها، كما يتعين على العريس أن يقوم بكراء مقهى قريب من مكان إقامة الحفل يجتمع فيه رفقة أصدقائه و معارفه ، كما يشترط أن يذهب إلى مكان الحفل ممتطيا حصانا ، و يكون محاطا بجميع أحبابه و أصدقائه الذين يرافقونه مشيا مصحوبين بفرقة "القرقابو" ،وفور وصوله إلى مكان الحفل يستقبله والداه اللذان يقومان باعتلاء كرسي و تقبيل جبينه ، ثم تقوم والدته بمسح وجهه بقماش اخضر كما يطلق عليه في ذلك اليوم اسم "مولاي السلطان" و في بعض الأحيان هو من يقوم بمرافقة عروسه أثناء "التصديرة"، كما تقوم العروس بانتعال حذائه .

ومن أكثر العادات التي اندثرت ثم عادت للظهور مجددا هي استعمال العروسين للعربة التقليدية التي تجرها الأحصنة أو ما يعرف بـ "الكاليش" ، هذا الأخير الذي يتم كرائه لبعض الساعات ، و قد أصبح استعمال "الكاليش" ظاهرة ملفتة للانتباه مؤخرا لدرجة انه أطاح حتى بسيارات "الليموزين" ، و لعل أكثر شيء يميز أعراس الغرب الجزائري هي أنها تكون عبارة عن سهرات تمتد إلى الساعات الأولى من الفجر.

مشرفة قسم

عضو جديد

ارجو من الجيل المثقف الاستغناء عنالتكاليف الباهضة لتيسير الزواج والقضاء على العنوسة

انشاء لله رقية يستغنو على التكاليف الباهضة
لأنو الواحد باش يزوج عاد لازملو 150 مليون

عضو ذهبي

الله غالب التقاليد غلب على الدين كون جينا نتبعو ديننا و الله رانا لباس لكن للأسف كلما يمشي الزمان كل ما الناس تتنافس على المنكر

» ديكورات الأعراس الجزائرية
» عشر مفاجآت في كل حالة زواج
» رفض الأهل زواج الأخت الصغرى قبل الكبرى !!