قال مختصون إن الزواج بين الأقارب من شأنه الإضرار بالأطفال وتعريض صحتهم للخطر، نظرا للاختلالات الوراثية التي تتسبب فيها تلك الزيجات.
وقالت الخبيرة بقوانين الأحوال المدنية بالمملكة المتحدة البروفسورة البارونةديتش إنها ستطالب بإطلاق حملة شعبية "قوية" في محاولة لمنع هذه الزيجات التي تعد سائدة بشكل أكبر بين الجاليات المسلمة خاصة.
وذكرت صحيفة تايمز أن ديتش ستعيد إلى الواجهة جدلا ونقاشات بدأت في بريطانيا قبل خمس سنوات، مضيفة أن نسبة الزيجات بين الجيل الأول من أبناء الخؤولة والعمومة عند الجالية الباكستانية بلغت 75% بمنطقة برادفورد.
وبينما يشكل مجمل الولادات بين أبناء الجالية ما نسبته 3% بالمقارنة مع الولادات البريطانية بشكل عام، يعاني ثلث الأطفال البريطانيين من أصل باكستاني جراء تشوهات خلقية واختلالات وراثية.
وتلقي ديتش محاضرة بالمتحف البريطاني بلندن ضمن سلسلة تعنى بقوانين الأسرة قدمتها تحت إشراف كلية غريشام محذرة من الزيجات بين أبناء العمومة والخؤولة المباشرين لكونها تمنع تحقيق اندماج الجاليات المهاجرة بالمجتمع مطالبة بفحص الاختلالات الوراثية وتسجيل حالات المصابين بها.
علم الأجنة
وتقترح الليدي ديتش التي سبق أن ترأست إدارة التخصيب البشري وعلم الأجنة سنوات أن يقوم الأزواج الأقارب باستخدام التخصيب عبر أنابيب الاختبار لمعرفة ما إذا كانت الأجنة مصابة بأي أمراض وراثية.
كما ترى أن "حقوق الإنسان والممارسات الدينية والثقافية سيتم احترامها عن طريق عدم منع زواج أبناء العم والخال وأن على المعنيين معرفة العواقب".
وإذا كانت نسبة الزواج بين الأقارب بمدينة برادفورد تصل 75% فإن الحال لا يختلف كثيرا عنه في برمنغهام التي تضم جالية كبيرة من المهاجرين، حيث تصل نسبة الوفيات أو الإعاقة بين الأطفال المولودين من والدين تجمعهما القرابة القوية 10%.
وبينما ترى ديتش أن ظاهرة زواج الأقارب تقترن بالمهاجرين والفقراء وأنها "تتعارض مع حرية الاختيار والحب العاطفي الحقيقي ومبدأ الاندماج" تقول إن "التثقيف والتوعية يلعبان دورا كبيرا في الحد من تلك الظاهرة".