السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون) ، وقال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)قال الماوردي: من أعظم علم القرآن علم أمثاله، والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال وإغفالهم الممثٌَلات،والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام والناقة بلا زمام.
وقال غيره: قد عده الشافعي مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن، فقال: ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدٌَوالٌِ على طاعته ، المبينة لاجتناب نواهيه.
وقال الأصبهاني: لضرب العرب الأمثال واستحضارالعلماء النظائر شأن ليس بالخفي في إبراز خفيات الدقائق ورفع الأستار عن الحقائق.وفي ضرب الأمثال تنكيت للخصم الشديد الخصومة وقمع لسوْرَة الجامع الأبي، فإنه يؤثر في القلوب ما لا يؤثر فيها وصف الشيء في نفسه، ولذلك أكثر الله تعالى في كتابه وفي سائر كتبه الأمثال.
ولقد أورد الماوردي قصة تبين جمع القرآن لأمثال العرب والعجم ، قال رحمه الله تعالى: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مضارب ابن إبراهيم يقول:سمعت أبي يقول:سألت الحسين بن الفضل،فقلت:إنك تخرج أمثال العرب و العجم من القرآن، فهل تجد في كتاب الله: خير الأمور أوساطها؟ قال: نعم في أربعة مواضع :
ـ قوله تعالى: (لا فارض و لا بكر عوان بين ذلك)
ـ وقوله تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)ـ وقوله تعالى: ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لاتبسطها كل البسط)ـ وقوله تعالى: (و لا تجهر بصلاتك و لاتخافت بها و ابتغ بين ذلك سبيلا)
قلت: فهل تجد في كتاب الله : من جهل شيئا عاداه؟ قال: نعم ، في موضعين: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) ، و (إذا لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم) قلت: فهل تجد في كتاب الله: احذر شر من أحسنت إليه؟ قال: نعم، (وما نقموا إلا أن أغناهم الله و رسوله من فضله)
قلت:فهل تجد في كتاب الله: ليس الخبر كالعيان؟ قال: في قوله تعالى: ( أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)قلت: فهل تجد: في الحركات بركات؟ قال : في قوله تعالى: (و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا و سعة )قلت: فهل تجد : كما تدين تدان؟ قال : في قوله تعالى: (من يعمل سوءا يجز به)قلت: فهل تجد فيه قولهم: حين تقلى تدري؟ قال: (وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا)قلت: فهل تجد فيه: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟ قال: (هل آمنكم عليه إلا كما آمنتكم على أخيه من قبل)قلت: فهل تجد فيه: من أعان ظالما سلط عليه؟ قال: (كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله و يهديه إلى عذاب السعير)قلت: فهل فيه قولهم: لا تلد الحية إلا حيية؟ قال: (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)
قلت: فهل تجد فيه : للحيطان آذان؟ قال: (وفيكم سماعون لهم)
قلت: فهل تجد فيه: الجاهل مرزوق و العالم محروم؟ قال: (من كان في الضلالة فليمدد له الرحمان مدا)قلت:فهل تجد فيه: الحلال لا يأتيك إلا قوتا، والحرام لا يأتيك إلا جزافا؟ قال: (إذ تأتيهم حيتانهم في يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم)
باختصار شديد من كتاب: "الإتقان في علوم القرآن"للإمام السيوطي ـ رحمه الله تعالى ـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيسية 
الخميس يوليو 22, 2010 11:12 pm
