لقد كان القرآن الكريم و ما زال معجزة نبينا محمد و سيظل كذلك إلى أبد الدهر ....... نعم فلقد تحدى به الله تعالى الإنس و الجن بأن يأتوا بمثله و هو المعجزة الخالدة الباقية في كل زمان و مكان ... إن المتأمل في القرآن الكريم تظهر له وجوه إعجاز كثيرة كثر البحث فيها ، و كلما تقدم العلم و ظهرت اكتشافات جديدة زادت المعرفة بقوانين الكون و سننه و ظهرت لنا وجوه جديدة من هذا الإعجاز القرآني العظيم .....
سأتحدث اليوم عن الإعجاز الغيبي حيث اشتمل القرآن الكريم على أخبار كثيرة لم يكن لمحمد و لا لأصحابه " رضوان الله عليهم " علم بها و من ذلك :-
الإخبار بقصص الأمم الماضية التي لم يكن يعلمها أحد من قوم محمد من قبل أن تتلى عليه مما يدل دلالة واضحة على أن هذا القرآن المشتمل على الغيبيات لا يعقل أن يكون من عند محمد نفسه أو من عند غيره من الخلق بل هو كلام علام الغيوب .
إخباره عن أمور ستحدث بالمستقبل قبل وقوعها ثم وقعت كما أخبر عنها القرآن تماماً و منها على سبيل المثال :
إخباره بأن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين من إعلان هذا النبأ الذي يقول فيه الحق تبارك و تعالى : " آلم * غلبت الروم * في أدنى الأرض * و هم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين " .
فلقد انهزمت دولة الروم أمام الفرس ففرح المشركون بذلك و قالوا للمسلمين إن الروم يشهدون أنهم أهل كتاب و قد غليهم المجوس و أنتم تزعمون بأنكم ستغلبوننا بالكتاب الذي معكم ـ أي القرآن الكريم ـ فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم ، فنزلت هذه الآيات التي تخبر بأن الروم ستنتصر على الفرس في بضع سنين و لم يكن متوقعاً أن وقت تحقق البشارة سيكون في هذه المدة الوجيزة إلا أنه تحقق كما أخبر القرآن فدل ذلك على أنه من عند الله علام الغيوب .
أيضاً من مظاهر الإعجاز القرآني إخباره عن هزيمة الكفار يوم بدر و أنهم سيولون الأدبار و قد تحقق ذلك هزو الجمع ووولى الدبر حيث يقول الحق تبارك و تعالى : " سيهزم الجمع و يولون الدبر " . ( القمر : 54 )
هذه كانت بعض من مظاهر الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم و لم أقل كلها لأن إعجاز القرآن الكريم ليس له نهاية أو حدود ...
و سيظل هذا الإعجاز إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها .