طفلة فلسطينية كانت تمشي هي و عائلتها على شاطئ البحر في غزة و فجأة و دون تنبيه يذكر قذفت هذه العائلة البريئة بمدفعية بغيضة فاستشهدت عائلة الفتاة و أمست الفتاة وحيدة يتيمة في العالم و قد كتبت عن صمتنا هذه القصيد ة بعنوان (خواطر عن فلسطين):
-1-
يا فلسطين الحبيبة
لا تنزفي الدماء و الدموع
فإخوتي في الشرق
لن يسمعوا بكاءك السفيه
لن يرفعوا راياتهم لجريح
لن يستجيبوا لصراخ الضمير
فضميرهم قد مات
ودفنوه بالمريخ
وهوايتهم منذ أن خلقوا
هو النوم على الريش الناعم
و الشخير
و تفكيرهم أضحى
كيف يأكلون ...ومتى يشربون
و التحدث عما يلبسون
من الحرير
وكل شئ يمس القضية
هو شئ بالنسبة لهم
تافه و أكثر من حقير
-2-
يا فسطين الحبيبة
لا تنزفي الدماء و الدموع
فالطفلة البريئة
قد أمست يتيمة
و أمنا حواء
ماعادت تنجب الأبطال
قد باتت عقيمة
و أرضنا في الشرق
لعدونا باتت غالية ثمينة
و لأبنائها العرب
قد أصبحت لدى أبنائها
رخيصة
و الطفلة الجميلة
قد أمست حزينة
غريبة في أرضها
غريبة في دارها السليبة
-3-
كم هيا مسكينة أجيالنا
لأننا لا نورث أجيالنا
في الشرق
إلا حضارة عليلة
صحيح ما نقوله
عن أننا نحن من صنع
التاريخ و أمجادنا
فيه كثيرة
لكننا اليوم نشكوا للزمان زلنا
نشكوا لعمر و صلاح الدين ضعفنا
و جبننا و صمتنا
و نشكوا إليهم نفوسنا الذليلة
و الطفلة قد أشعلت في الليل
للشمعة الفتيلة
و أضاءت الكون حولها
فلم ترى إلا الجثث
هامدة أمامها
و أمها القتيلة
و الدمعة غطت جفنها
و خبئت أسرارها الدفينة
لكنها أبت إلا
أن ترفض الهزيمة
فإما أن تحطم للقدر يأسه
و إما أن تكون
للعروبة هي شهيدة كريمة نبيلة