أعراس عرب الطوارق…عادات أصلية من روح الصحراء

تنتشر قبائل الطوارق في الصحراء الكبرى، ما بين حدود جمهورية مالي الشمالية الغربية مع موريتانيا إلى حدود السودان، مرورا بشمال مالي وشمال النيجر وشمال تشاد وجنوب غربي ليبيا وجنوب شرقي الجزائر. وتنتشر مجموعات منهم ببوركينا فاسو ووسط الصحراء الكبرى في ليبيا والجزائر إلى النيجر وبحيرة تشاد . عادات الزواج لا تختلف عادات الطوارق عن عادات سكان الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا التي لا تختلف بدورها عن عادات سكان الجزيرة العربية، إلا من بعض الفروق الطفيفة. ويراعي الطوارق - كعادة أهل البادية - الفروق الاجتماعية بين العريس والعروس، إذ يندر أن يتم زواج بين طبقة النبلاء أو "الإيمغاد" أي العبيد . وتتم أولى خطوات الخطبة عند الطوارق عندما يعجب شاب بفتاة ، ساعتها يرحل مع مجموعة من أصدقائه وأقربائه وينزلون بالقرب من خيمة أهل العروس، ثم يرسل الشاب عدة أشخاص إلى والد العروس لخطبتها، وعندما تتم موافقة الأب يعين المهر المطلوب، عندها ترجع الجماعة إلى خيمة العريس وتعرض عليه المهر، وحال موافقته عليه يعين وكيلا له من أقرب أقاربه، كأن يكون أخاه أو ابن عمه ليكون وكيلا عنه لدى عقد النكاح ، حيث يذهب الوكيل إلى خيام أهل العروس لتقديم المهر. المهر المهر لدى النبلاء هو عبارة عن سبع نياق، أما لدى الموالي والعبيد فهو رأسان من الماعز، لكن مؤخرا أصبح المهر اسميا فقط، ويدفع مؤخرا أو قد لا يدفع ، خاصة النياق السبع التي تدفع منها واحدة أو اثنتان بينما الباقي مؤجل. مراسم الزواج تقتضي العادة ألا يدخل العروس على عروسه إلا بعد أن يتم المهر ويدفعه كاملا لأهل العروس، بما في ذلك هدية أم العروس "تاغست" والتي تكون ثورا أو جملا في العادة. وعند تقديم " تاغست"، تضرب النسوة حول "التيندي" وهو آلة تشبه الطبلة، ويطالبن بهديتهن أيضا، وهنا يأتي أصحاب العريس بالثيران إلى حيث تجتمع النسوة، ويقطعون عراقيبها بالسيوف وينحرونها ويتركونها للنسوة. ويستمر الحفل على هذا النحو ثلاثة أيام قبل أن يذهب العريس لإحضار المهر و"التيوسي"، والمكون من كميات من السكر والشاي والتبغ والطيب والأحذية وملحفة لأم العروس. ولدى عودة العريس، يعود الحفل من جديد لمدة ثلاثة أيام أخرى يتخللها توزيع الهدايا على كل أهل الحي بالتساوي. ليلة الدخلة تتم الدخلة عادة في اليوم الثالث من هذه الاحتفالات، وتقوم العروس بصحبة أختها أو خادمتها بالركوب إلى خيمة العريس، حيث يقوم أهل العريس بالاحتفاء بها وضرب الدفوف لها. وتقوم العروس بعدها بتوزيع الهدايا التي جلبتها معها على النسوة. ثم يتم تجهيز خيمة العرس، بينما تبقى العروس في خيمة أم العريس، ويبقى هو في خيمته مع أصدقائه، ويرسل وكيلا عنه، وترسل هي وكيلا عنها، والتي عادة ما تكون إحدى قريباتها أو خادمتها، وتدور بينهما مفاوضات على هدايا معينة يقدمها العريس مقابل الإفراج عن عروسه، ويستمر التفاوض طوال الليل أحيانا لحين الاتفاق على مقدار معين، يتم بعدها تسليم العروس بعد أن يدفع العريس ما اتفق عليه، وتصطحب النسوة العروس إلى حيث خيمة العريس، بعدها يخرج أصدقاؤه ويتركونهما معا. الصباحية يجتمع أصدقاء العريس في الصباح، حيث يقدم لهم شحم سنام الناقة التي نحروها ليلة الدخلة، فإذا كانت العروس بكرا لا يأكلون منه، بل يجررونه بأشكال جميلة ويعطرونه ويصبغونه بالنيلة ويرجعوه للنسوة اللواتي يعرفن أن العروس بكر فترتفع الزغاريد. أما إذا كانت غير بكر فإنهم يأكلون شحم السنام، ويقوم العريس بنحر الناقة التي تكون مربوطة مسبقا أثناء ليلة الدخلة، فيعرف أهل العروس أن ابنتهم لم تكن بكرا، وهو ما يجلب لهم العار، وتعتبر ناقصة وتلحقها المذلة. وتدوم الأفراح بعد ليلة الدخلة أسبوعا كاملا، يحتجب العريس أثناءه في خيمته، ولا يقابل والدته أو والده أو أصهاره، بينما تخرج العروس مع صاحباتها حيث يضيفنها على الطعام ويعدن بها ليلا. وبعد نهاية الأسبوع، يتفرق الجميع، وتبقى العروس بجانب خيمة والدها بانتظار أن تضع ولدها الأول، بينما يبقى زوجها مع إبله أو مع القوافل التجارية. وبعد ولادة الولد الأول يكون من حق الزوج أن يحملها معه، وينتقل بها حيث يشاء.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عضو جديد

الله يبارك ما شاء الله

» عشر عادات تدمر الدماغ
» محاربو الصحراء