ما أصعب أن تخفي حزنك وراء مظاهر الفرح والإبتهاج
وما أجمل أن تقابل بها النّاس وكأن الحزن عنك قد رحل
هكذا بدأ الأمر زيارة لاحد المشافي .. وإذ بفتاة سمراء الطلة
بهية الحلية كانت تجلس على سرير المشفى
وكانت تبتسم للحياة ابتسامة صادقة تتأمل الغد المشرق
بنظرة تفاؤل تاركة النظرة السوداء
قالت لها المديرة :
ما الذي حدث معك ؟ فأجابت بقلب صابر وروح طاهرة :
كنت العب مع إخواتي وإذ بصاروخ ينزل علينا من السماء
ترامينا هنا وهناك لكني استيقظت لأجد نفسي هنا على فراش المشفى دون ساقين
دون هاتين النعمتين اللتين يقدنني نحو المستقبل , يقدنني نحو آمالي ,يقدنني نحو هدفي , ...
مر في خاطري أناس عظام عانوا من إعاقات لكنهم حولوها أوسمة
شرف علقتها الأمة على جبين عزها
فكان من العلماء الأفذاذ واخلص الدعاة الشيخ الداعية المقعد الشهيد
أحمد ياسين الذي أبزغ فجر غزة ورسم بريشتة المكسورة فصول العز والمجد
تساءلت : كيف فعلوا ذلك وهم يحملون أعضاء ناقصة وأشلاء اجساد ؟
لا والله , ليسوا ناقصيين بل هم أكمل منا بكثير
وليس الكمال كمال الجسد والمظهر
بل كمال الروح والدين والعقل
انهمرت دمعة محرورة على وجنتي فأحرقتها مسحتها
وظلت بين إصابعي وأنا انظر إليها لأجد إبتسامة عظمى رسمت
في أملا وإصرار لأصل إلى حلمي
وأسمو به مهما حصل فالدنيا قاسية ولن تكترث لمن ينهزم أمامها فهي
إما أن ترفعه أو تثبطه وإذا تخاذل فهي تدور مبتعدة عنه ولن تتأثر به
ففي الناس من تحملهم الدنيا حيث تشاء
ومنهم من يحملون الدنيا حيث يشاؤون هم حملها
هكذا هي الحياة فيها الكدر والحزن والهم
لا طعم لحياة الإنسان بدون مشاكل
ولكن القوي والجدير بالحياة يواجهة كل ما يقف أمامه
هذا درس واضح لكل شخص يرغب في صنع ذاته
تعلمنا المعلمة – الحياة – ونحن طلابها في صف الأيام ..