الصحبة الطيبة تعين على الاستقامة. الصحبة لأهل التقوى والاخلاص ومعايشتهم والحياة في رحابهم تتيح لنا أن نتأسى بهم ونأخذ عنهم ونتخلق بأخلاقهم. والتأسي بهم صلاح والتشبه بهم فلاح.
وقد صور النبي صلى الله عليه وسلم أثر الصحبة والمجالسة تصويراً بليغاً معبراً فقال: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن يحذيك (أي يعطيك)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة" (رواه مسلم 2628)
ولا ريب أن من أعظم البواعث على الاخلاص صحبة المخلصين الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله؛ هؤلاء الذين يجالسونك في الله ويحبونك وتحبهم في الله ليسوا من الذين يقبلون عليك ويلتفون حولك إذا أقبلت عليك الدنيا، ويعرضون عنك إذا أدبرت عنك.
جاء عن سلمان: "مثل الأخوين إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى، وما التقى مؤمنان قط إلا أفاد الله أحدهما من صاحبه خيراً (إحياء علوم الدين). وفي الحديث: "المؤمن مرآة المؤمن" (رواه أبو داود)