وداعًا رمضان.. اللّهُمّ بَلِّغْنَا صومَهُ العام المُقبل!!
إنّ شهر رمضان المعظم الّذي شرّفه الله تعالى وعظّمه ورفع قدره وكرّمه بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والخشوع والتّضرع إلى الله عزّ وجلّ والإقبال عليه، ونزول الرّحمة فيه عليكم من الله سبحانه وتعالى، أنزل المولى الكريم فيه كتاب العزيز وفتح فيه للتّائبين أبوابه، فلا دعاء فيه إلاّ مسموع ولا خير إلاّ مجموع ولا ضرّ إلاّ مدفوع ولا عمل إلاّ مرفوع، شهر جعله الله تعالى لذنوبكم تطهيرًا ولسيِّئاتكم تكفيرًا، ولمَن أحسنَ منكم صُحبَتَه ذخيرةً ونورًا، ولِمَن وفَّى شرطه وقام بحقِّه فرحًا مسرورًا، شهر تَوَرَّع فيه أهل الفسق والفساد، وزاد فيه من الرّغبة إلى الله سبحانه أهل الجِد والاجتهاد، شهر عمارات القلوب، وكفّارات الذنوب، شهر فيه المساجد تُعْمَر، والمصابيح تَزْهَر، والآيات تُذْكَر، والقلوب تُجْبَر، والذنوب تُغْفَر، شهر فيه تشرف المساجد بالأنوار، وتكثر الملائكة لِصُوّامِه من الاستغفار، وتنزل فيه البركات، وتطعم فيه الصدقات، وتُرفَع فيه الدرجات، وتُرحَم فيه العَبَرات.