عادت أخبار الخضر وأصداء كتيبة سعدان لتضفي لمسة رياضية على جلسات الجزائريين الرمضانية، بنقاشات حماسية حول خيارات الناخب الوطني ومستقبل المنتخب الجزائري، بعد أن هدأت حمى المونديال وفرضت العطلة الصيفية وحلول الشهر الفضيل استراحة محارب على عاشقي الخضرة، لتعود القعدات الرياضية بالمقاهي والأحياء الشعبية والنقاشات المفتوحة في المنتديات الافتراضية على النت، عشية أولى مواجهات محاربي الصحراء لرسم تصفيات كاس إفريقيا .2012
أثارت هزيمة أشبال سعدان أمام المنتخب الغابوني بـهدفين لهدف يتيم، في أول أيام شهر رمضان المعظم غضبا جماهيريا، وإن كانت المباراة ودية فإن خروج رفقاء زياني من مونديال بلاد مانديلا من الدور الأول، وتواصل العقم الهجومي أطلق لسان الجماهير والمتتبعين بانتقادات حادة، في ظل القلق المتزايد على مستقبل المنتخب المونديالي الذي عاد إلى ساحة الكبار، بعد غياب دام لأكثر من 24 سنة لتمثل المباراة الرسمية المرتقبة سهرة اليوم، أولى الامتحانات الصعبة للحفاظ على الوجه المشرف للخضر والظفر بمكان في الغابون وغينيا الاستوائية، رفقة أقوى منتخبات إفريقيا عام 2012 .
عين على مباراة تنزانيا وأخرى على المغرب..
انقسم الشارع الجزائري بين متفائل ومترقب تجاه نتيجة مباراة الجزائر ـ تنزانيا المبرمجة ابتداء من الساعة العاشرة من سهرة اليوم بملعب تشاكر، حيث اعتبر الكثير من مشجعي الخضر أن أولى مباريات المنتخب الوطني، لرسم تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 سهلة والفوز فيها مضمون، باعتبار أن منتخب تنزانيا من أضعف المنتخبات الإفريقية ويتذيل ترتيب الفيفا، فضلا على أنه منقوص من خدمات أغلب نجومه ومحترفيه، إلا أن التقنيين والمتتبعين يعتبرون النتيجة تحسم على الميدان، وكل الاحتمالات فيها واردة قبل صفارة نهاية المباراة، فعلى الناخب الوطني أخذ جميع احتياطاتها من اجل الظفر بالفوز وبنتيجة ثقيلة.
وفضّل عدد من مشجعي الخضر الذين التقتهم "الشروق" في جولتها الاستطلاعية الحديث عن المباراة الثانية للمنتخب الوطني ضد المنتخب المغربي، عوض الحديث عن مباراة اليوم، باعتبارها الأكثر أهمية وقوة، حيث يقول (سعيد.ح) 29 سنة موظف: "كل شيء ممكن في كرة القدم، إلا أن المنتخب التنزاني ضعيف جدا، والأهم هي المباراة المقبلة ضد المنتخب المغربي، الذي تدعم بأبرز نجومه المحترفين في أقوى المنتخبات الأوروبية، ويعيش أفضل مراحله، فيجب التفكير والتحضير أكثر للمباراة الثانية باعتبارها الحاسمة
"الفوز من أول مباراة لتفادي متاهات الحسابات"
وطالبت الجماهير الجزائرية الناخب الوطني وأشباله بالفوز على المنتخب التنزاني وبفارق عريض، لإعادة كسب الجماهير وبناء الثقة التي اهتزت إثر الخسارة المفاجئة للخضر أمام الغابون، في المباراة الودية التي احتضنها ملعب 5 جويلية في أولى سهرات شهر رمضان الجاري، فضلا على أن المنتخب التنزاني من أضعف المنتخبات الإفريقية.
و قال (توفيق.ف) 31 سنة موظف: "لا خيار أمام المنتخب الوطني إلا الفوز في مباراته أمام المنتخب التنزاني للحفاظ على كامل حظوظه، وتفادي الدخول في متاهات الحسابات، خاصة وأنه لن يتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية إلا المنتخب المتصدر مجموعته، فأي منتخب سواء الجزائر أو المغرب يخسر أمام تنزانيا أو إفريقيا الاستوائية يخسر أغلب حظوظه، خاصة وأن المتتبعين يجزمون أن المنافسة هي بين الجزائر والمغرب في المجموعة الرابعة".
سهرات رمضان لتكرار مباراتي السنغال وزامبيا..
عودة سعدان وكتيبته إلى ميدان مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي لم يسبق للمنتخب الجزائري أن ضيع فيه أية نقطة، حيث فاز بكل اللقاءات الرسمية التي خاضها في السنتين الماضيتين، رفع من معنويات الجماهير التي أصبحت تلقبه بـ"فال الخير" على الخضر وإن كان الفأل مضاعفا في هذه المباراة، باعتبار أولى مباريات الخضر الرسمية بعد المونديال تلعب في سهرة رمضانية وليلة إيمانية من أواخر الشهر المبارك، حيث سبق وأن حقق محاربو الصحراء فوزا كبيرا أمام منتخب السنغال في رمضان 2008 وفوزا آخرَ في سهرة رمضانية مباركة أخرى السنة الماضية، أمام منتخب زامبيا بهدف دون مقابل.