الصوم
قال
صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم له
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . يقول
الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به
، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم
فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه،
و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
) [أخرجه البخاري ومسلم] .
وقال
صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيماناً و
احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه
البخاري ومسلم] .
لا
شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن
الطعام والشراب فقط ، وإنما كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( من لم يدع قول الزور والعمل
به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) [أخرجه
البخاري] .
وقال
صلى الله عليه وسلم : ( الصوم جنة ، فإذا كان
يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ،
فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم ) [أخرجه
البخاري ومسلم] .
فإذا
صمت ـ يا عبد الله ـ فليصم سمعك وبصرك ولسانك
وجميع جوارحك ، ولا يكن صومك ويوم فطرك سواء .
________________________
القيام
قال
صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً
واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه
البخاري ومسلم] .
وقال
تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض
هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً .
والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما ) [الفرقان
63 ـ 64] .
وقد
كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه . قالت عائشة : رضي الله عنها : ( لا تدع
قيام الليل ، فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان لا يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى
قاعداً .
وكان
عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل
ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله
للصلاة ثم يقول لهم : الصلاة ، الصلاة .. ويتلو
هذه الآية : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) [طه
الآية 132] .
وكان
ابن عمر يقرأ هذه الآية : ( أمن هو قانت آناء
الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة
ربه ) [الزمر الآية 9]
قال
: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال ابن
حاتم : وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير
المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما
قرأ القرآن في ركعة .
وعن
علقمة بن قيس قال : بت مع عبد الله بن مسعود ـ
رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم قام
يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل
ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته ، حتى لم
يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف
منها ثم أوتر .
وفي
حديث السائب بن زيد قال : كان القارئ يقرأ
بالمئين ـ يعني بمئات الآيات ـ حتى كنا نعتمد
على العصي من طول القيام قال : وما كانوا
ينصرفون إلا عند الفجر .
تنبيه
: ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع
الإمام حتى تكتب في القائمين ، فقد قال صلى
الله عليه وسلم : ( من قام مع إمامه
حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) [رواه أهل السنن] .
________________________
الصدقة
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ،
وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير
من الريح المرسلة .. وقد قال صلى الله عليه
وسلم : ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ) [أخرجه
الترمذي عن أنس] .
روى
زيد بن أسلم عن أبيه ، قال سمعت عمر بن الخطاب
ـ رضي الله عنه ـ يقول : أمرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي
، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ،
قال فجئت بنصف مالي ـ قال : فقال لي رسول الله
: ( ما أبقيت لأهلك ) . قال : فقلت مثله ، وأتى أبو
بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( ما أبقيت لأهلك ) قال أبقيت لهم
الله ورسوله ، قلت : لا أسابقك إلى شيء أبداً .
فيا
أخي :
للصدقة
في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على
أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها :
أ
ـ إطعام الطعام :
قال
الله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً
ويتيماً وأسيراً . إنما نطعمكم لوجه الله لا
نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا
يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك
اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا
جنةً وحريراً ) [الإنسان 8 ـ 12] .
فقد
كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام
ويقدمونه على كثير من العبادات . سواءً كان
ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح ، فلا يشترط
في المطعم الفقر ، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع
أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على
ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ) [رواه
الترمذي بسند حسن] .
وقد
قال بعض السلف
: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً
يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد
إسماعيل !!
وكان
كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم
عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وداود
الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان
ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
وكان
من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم
ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن وابن
المبارك .
قال
أبو السوار العدوي : كان رجال من بني عدي يصلون
في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط
وحده ، إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه
إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه .
وعبادة
إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها
التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم
فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة : ( لن تدخلوا
الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ) كما
ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في
معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك
.
ب
ـ تفطير الصائمين :
قال
صلى الله عليه وسلم : ( من فطر صائماً كان له
مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )
أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني . وفي
حديث سلمان : ( ومن فطر فيه صائماً كان مغفرةً
لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل
أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا : يا
رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعطي الله
هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو
تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من
حوضي شربةً لا يظمأ
بعدها ، حتى يدخل الجنة ) .
________________________
قراءة
القران
سأذكرك
يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح :
كثرة
قراءة القران
شهر
رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد
المسلم من قراءته ، وقد كان حال السلف العناية
بكتاب الله ، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله
عليه وسلم القرآن في رمضان ، وكان عثمان بن
عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة ،
وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث
ليال ، وبعضهم في كل سبع ، وبعضهم في كل عشر ،
فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها ،
فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه ، يقرؤها في
غير الصلاة ، وكان الأسود يقرأ القرآن كل
ليلتين في رمضان ، وكان الزهري إذا دخل رمضان
يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على
تلاوة القرآن من المصحف ، وكان سفيان الثوري
إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على
قراءة القرآن .
قال
ابن رجب : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في
أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في
الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي
التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن
المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب
الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً
لفضيلة الزمان والمكان .
البكاء
عند تلاوة القرآن أو سماعة
لم
يكن هدي السلف هذ القرآن هذ الشعر دون تدبر
وفهم ، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل
ويحركون به القلوب .
ففي
البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرأ
علي . فقلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ فقال إني
أحب أن أسمعه من غيري قال : فقرأت سورة النساء
حتى إذا بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) قال : حسبك ،
فالتفت فإذا عيناه تذرفان ) .
وأخرج
البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما
نزلت ( أفمن هذا الحديث تعجبون . وتضحكون ولا
تبكون ) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على
خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (
لا يلج النار من بكى من خشية الله ) .
________________________
الجلوس
في المسجد حتى تطلع الشمس
كان
النبي ، صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى الغداة ـ
أي الفجر ـ جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس .. [أخرجه
مسلم] .
وأخرج
الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
أنه قال : ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر
الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له
كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) [ صححه
الألباني] . هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان
؟
فيا
أخي .. رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب
الجزيل بنوم الليل والإقتداء بالصالحين ،
ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ
الذروة من منازل الجنة .
________________________
الاعتكاف
كان
النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان
عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه
اعتكف عشرين يوماً .. [أخرجه البخاري] .
فالاعتكاف
من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات ؛ من
التلاوة ، والصلاة ،
والذكر ، والدعاء ، وغيرها . وقد يتصور من
لم يجربه صعوبته ومشقته ، وهو يسير على من
يسره الله عليه ، فمن تسلح بالنية الصالحة ،
والعزيمة الصادقة ، أعانه الله .
وآكد
الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة
القدر ، وهو الخلوة الشرعية ، فالمعتكف قد حبس
نفسه على طاعة الله وذكره ، وقطع عن نفسه كل
شاغل يشغله عنه ، وعكف بقلبه وقالبه على ربه
وما يقربه منه ، فما بقي له هم سوى الله و ما
يرضيه عنه .
ونظراً
لأن الكثير من الناس اليوم يجهل أحكام
الاعتكاف فإنني أقدم هذه المعلومات المبسطة
عن الاعتكاف .
تعريف
الاعتكاف :
في
اللغة : لزوم الشيء وحبس النفس عليه .
وفي
الشرع : لزوم المسجد والإقامة فيه من شخص
مخصوص بنية التقرب إلى الله تعالى .
حكمة
التشريع في الاعتكاف :
قال
ابن القيم رحمه اله مبيناً بعض الحكم من
الاعتكاف ما نصه ( لما كان صلاح القلب
واستقامته على
طريق سيره إلى الله تعالى ، متوقفاً على
جمعيته على الله ، ولم شعثه بإقباله بالكلية
على الله تعالى ؛ فإن شعث القلب لا يلمه إلا
الإقبال على الله تعالى ، وكان فضول الطعام
والشراب ، وفضول مخالطة الأنام ، وفضول
الكلام ، وفضول المنام ؛ مما يزيده شعثاً
ويشتته في كل واد ، ويقطعه عن سيره إلى الله
تعالى أو يضعفه ، اقتضت رحمة العزيز الرحيم
بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول
الطعام والشراب و يستفرغ من القلب أخلاط
الشهوات المعوقة عن سيره إلى الله ، وشرع لهم
الاعتكاف الذي مقصودة وروحه عكوف القلب على
الله تعالى ، والخلوة به ، والانقطاع عن
الاشتغال بالخلق ، والاشتغال به وحده ، بحيث
يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم
القلب وخطرا ته فيستولي عليه بدلها ... ) .
حكم
الاعتكاف :
الاعتكاف
قربة وطاعة وفعله سنة ، وهو في رمضان آكد و
آكده في العشر الأخيرة منه لكنه يجب بالنذر .
ودليل ذلك ما يلي :
1ـ
قوله تعالى : ( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين )
2ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان النبي
صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة
أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين
يوماً ) [رواه البخاري] .
3ـ
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم : يعتكف في كل رمضان فإذا
صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه ... ) [متفق
عليه] .
4ـ
وعنها رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى
توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده ) [متفق
عليه] .
5ـ
أما وجوبه بالنذر فلقوله صلى الله عليه وسلم :
( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) متفق عليه
ولهما
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر سأل النبي
صلى الله عليه وسلم قال : كنت نذرت في الجاهلية
أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام . قال : ( أوف
بنذرك ) .
شروط
الاعتكاف :
1
ـ 2 ـ 3 ـ الإسلام والعقل والتميز . 4 ـ النية .
5 ـ المسجد . 6ـ الطهارة من الجنابة والحيض
والنفاس .
ما
يستحب للمعتكف :
1ـ
الإكثار من الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن .
2ـ
اجتناب ما لا يعنيه من الأقوال فيجتنب الجدال
والمراء والسباب ونحو ذلك .
3ـ
أن يلزم مكاناً من المسجد لما ثبت في صحيح
مسلم عن نافع قال : (
وقد أراني عبد الله ـ يعني ابن عمر ـ
المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم من المسجد ) .
ما
يباح للمعتكف :
1ـ
الخروج لحاجه التي لابد منها ك لما ثبت عن
عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( السنة على
المعتكف أن لا يعود مريضاً و لا يشهد جنازة و
لا يمس امرأة و لا يباشرها و لا يخرج لحاجة إلا
لما لا بد له منه ) [رواه أبو داود وقال الحافظ :
ولا بأس برجاله] .
2ـ
وله أن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه مع
المحافظة على نظافته وصيانته .
3ـ
الكلام المباح لحاجته أو محادثة غيره .
4ـ
ترجيل شعره وتقليم أظافره وتنظيف بدنه ولبس
احسن الثياب والتطيب بالطيب ، فعن عائشة رضي
عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكون معتكفا في المسجد فيناولني رأسه من خلل
الحجرة فأغسل رأسه ) وفي رواية ( فأرجله ) [متفق
عليه] .
5ـ
خروجه من معتكفه لتوديع أهله لحديث صفية أن
النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك .
ما
يكره للمعتكف :
1ـ
البيع والشراء 2ـ الكلام بما فيه إثم 3ـ الصمت
عن الكلام مطلقاً إن اعتقده عباده .
مبطلات
الاعتكاف :
1ـ
الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا ولو قل . 2ـ
الجماع . 3ـ ذهاب العقل بجنون أو سكر . 4ـ الردة
أعاذنا الله منها . 5ـ الحيض والنفاس بالنسبة
للمرأة لفوات شرط الطهارة .
وقت
دخول المعتكف المسجد والخروج منه :
متى
دخل المعتكف المسجد ونوى التقرب إلى الله
بالمكث فيه صار معتكفاً حتى يخرج ، فإن نوى
اعتكاف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل
معتكفه قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس
آخر يوم من الشهر .
تنبيهات
:
1ـ
من شرع في الاعتكاف متطوعاً ثم قطعه استحب له
قضاؤه ؛ لفعله صلى الله عليه وسلم حيث قضاه في
شوال . أما من نذر أن يعتكف ثم شرع فيه وأفسده
وجب عليه قضاؤه .
2ـ
للمرأة الاعتكاف في المسجد إن أمنت الفتنة و
بشرط أذن زوجها فإن اعتكفت بغير إذنه فله
إخراجها ؛ والأحكام
المتعلقة بالاعتكاف بالنسبة للمرأة
كالرجل إلا إذا حاضت بطل اعتكافها فإن طهرت
عادت فأكملته . ويسن استتار المعتكفة بخباء في
مكان لا يصلي فيه الرجال .
3ـ
من نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لم يجز له
الاعتكاف في غيره . وإن نذره في المسجد النبوي
وجب عليه الاعتكاف فيه أو في المسجد الحرام .
وإن نذره في المسجد الأقصى وجب عليه الاعتكاف
في أحد هذه المساجد الثلاثة .
وأخيراً
:
أخي
المسلم ... بادر بإحياء هذه السنة ونشرها بين
أهلك وأقاربك وبين إخوانك وزملائك وفي مجتمعك
، لعل الله أن يكتب لك أجرها وأجر من عمل بها .
فقد
أخرج الترمذي وحسنه من حديث كثير بن عبد الله
عن أبيه عن جده ( أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لبلال بن الحارث : اعلم ، قال : ما أعلم يا
رسول الله ؟ قال : إنه من أحيا سنة من سنتي قد
أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من
غير أن ينقص من أجورهم شيئا ) .
إضافة
إلى ما في سنة الاعتكاف من الفوائد في تربية
النفس وترويضها على طاعة الله عز وجل ، فما
أحوج المسلمين عامة والدعاة منهم خاصة
إلى القيام بهذه السنة .
________________________
العمرة
في شهر رمضان
ثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عمرة
في رمضان تعدل حجة ) [أخرجه البخاري و
مسلم] .
وفي
رواية : ( حجة معي ) . فهنيئا لك ـ يا أخي ـ بحجة
مع النبي صلى الله عليه وسلم .
________________________
تحري
ليلة القدر
قال
الله تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما
أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف
شهر ) [القدر الآيات 1ـ3] .
وقال
صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر
إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) [أخرجه
البخاري ومسلم] .
وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر
ويأمر أصحابه بتحريها ، وكان يوقظ أهله في
ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر . وفي
المسند عن عبادة مرفوعا : ( من قامها ابتغاءها
ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر ) .
وورد
عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال
والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر
التي شرفها الله ورفع قدرها .
فيا
من أضاع عمره في لا شيء ، استدرك ما فاتك في
ليلة القدر ، فإنها تحسب من العمر ، والعمل
فيها خير من العمل في ألف شهر سواها ، من حرم
خيرها فقد حرم .
وهي
في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الوتر من
لياليه أحرى ، وأرجى الليالي ليلة سبع وعشرين
، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه : (
والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ،
وهي ليلة سبع وعشرين ) ..
وكان
أبي يحلف على ذلك ويقول : ( بالآية والعلامة
التي اخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها . وفي
الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول
الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال :قولي
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .
________________________
الاكثار
من الذكر و الدعاء و الاستغفار
أخي
الكريم .. أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة
فاغتنمها بالإكثار من الدعاء وبخاصة في أوقات
الإجابة ومنها :
1ـ
عند الإفطار ، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد .
2ـ
ثلث الليل الآخر . حين ينزل ربنا تبارك وتعالى
ويقول : ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر
له ) .
3ـ
الاستغفار بالأسحار : قال تعالى : ( وبالأسحار
هم يستغفرون ) .
4ـ
تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر
ساعة من نهار يوم الجمعة .
________________________
صلة
الرحم
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ( من سره أن يبسط في
رزقه وينسأ في أجله فليصل رحمه ) ومعنى ينسأ أي
يؤخر [رواه البخاري] .
وعن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال ( صلة الرحم تزيد في
العمر ) حسنه المناوي في فيض
القدير وصححه الألباني في صحيح الجامع .
إن
صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها
الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها . فقد دعا
الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة
آية من كتابه الكريم ، وأنذر من قطع رحمه
باللعن والعذاب في ثلاث آيات . ولهذا دأب
الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم
صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم . أما في وقتنا
المعاصر فرغم توفر مختلف وسائل النقل
والاتصال إلا أنه لا يزال هناك تقصير في صلة
الرحم ، إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو
بالسلام . روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بلوا
أرحامكم ولو بالسلام ) [حسنه الألباني في صحيح
الجامع] . فحري بك أخي المسلم في هذا الشهر
الكريم أن تصل رحمك فإن من وصلها وصله الله
ومن قطعها قطعه الله .